آراء و كُتّاب

رغم الظروف صندوق التنمية مشغول

بقلم / أحمد مبارك هدبول
تأزم الوضع وأصبح حال الناس صعيبا، اختل الأمن وبات الإنسان يعيش قلقا، توقف السلك التوظيفي وظل الخريج عاطلاً عن العمل .
واقع عشناه ومازلنا نعيشه ونتذوق مرارة عيشه رغم الخيرات والثروات التي تمتلكها حضرموت، رغم وجود الشركات والمكائن والمضخات، و الآبار ومصانع تعليب الأسماك، إلا أن البطالة وشحة فرص العمل أصبحت مصير كل مواطن حضرمي أصيل.
ولكن المواطن الحضرمي لم يبقى عاجزا عن الكد والبحث طالبا فرص العمل، ليعيل أسرته التي هي أمانة في عنقه إلى يوم الدين، وبعد أن انقطعت كافة السبل وضاقت الحياة و الأمر بات أكثر تعقيدا، إلا أن الصندوق الاجتماعي للتنمية (فرع المكلا ) باتت أبوابه مفتوحة تستقبل أولئك العاطلين عن العمل، لتوفر لهم تلك الفرص المؤقتة التي تخفف من معاناتهم وبطالتهم التي كادت أن تخنقهم نتيجة ظروف البلاد ، بدوره الصندوق وضع آلية معينة من خلالها يستهدف القرى الفقيرة والأشد فقرا ، لينفذ فيها أعماله، محققا أهدافه بمشاريعه التنموية التي تخدم المجتمعات القروية الفقيرة ، و يكتسب من خلالها سكانها مهارات وخبرات تعينهم في فرص عمل أخرى ، حيث أن الصندوق الاجتماعي للتنمية (فرع المكلا) ، مكلف بتنفيذ أعماله ومشاريعه مستهدفا حضرموت بساحلها وودايها، و شبوة وسقطرى والمهرة .
وإن ما خطه قلمي مسيلا حبره على الورق ، ليس مجرد ماقرأته وماتوصلت إليه من معلومات عن الصندوق مجرد اطلاعي ، ولكن ذلك واقعا أبصرته عيني ، وإلتقطته عدسة كاميرتي ، وتحدثت عنه لساني مع الأهالي قبل أن تكتب قلمي ، وماشاهدته في قرى محافظة شبوة خير دليل وشاهد على مايقدمه الصندوق الاجتماعي من فرص عمل مؤقتة ،بجهود جبارة عظيمة يبذلها موظفيه متحملون عناء التنقل من قرى إلى قرى ، ووعورة الطريق وخطورتها ، كل ذلك إلا لإعانة تلك الأسر الفقيرة وتنمية مجتماعتها التي أصبحت مهمشة من قبل الجهات المعنية بالأمر .
وتحت مسمى برنامج النقد مقابل العمل ، الذي يعني تشغيل الكثير من الأفراد في القرى الفقيرة في فرص عمل مؤقتة ،في مشاريع تنموية أو استصلاحية في قراهم ، و حصولهم على أجور مقابل ذلك العمل الذي ينجزونه ، ولا يقتصر ذلك على حصولهم للأجور فقط بل أن تلك المشاريع والأعمال التي يعملونها تعود لهم ولأسرهم بالفائدة، سواء كان بتحسين دخلهم أو استصلاح أراضي زراعية تحسن من محصولهم الزراعي .
صراحة مشاهدته عيني من فرحة وسرور تغمر ملامح سكان أولئك القرى نتيجة النجاح الباهر الذي حققه الصندوق من خلال تنفيذ تلك المشاريع في مناطقهم، إنها فرحة لا توصف يشعرون من خلالها بوقوف الصندوق إتجاههم في ظل الأوضاع الراهنة ومجريات الأحداث التي أثرت سلبا على أوضاعهم ، وبالأخص الوضع الاقتصادي والوظيفي الذي أنتج عنه عدد هائل من الأفراد العاطلين عن العمل ، فالجهود المبذولة من قبل الأخوة موظفي الصندوق الاجتماعي يشكر عليها ، فهم حجر أساس لبناء المجتمعات ورفع المستوى المعيشي لدى سكان القرى الفقيرة التي همشت وأصبحت في سلة مهملات الجهات المعنية بها .

Share

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى