آراء و كُتّاب

المحافظ بن بريك قائد حضرمي في ظروف إستثنائية

#علي-همام-بن همام

تعلمت منذ صغري إن الشدائد تظهر معادن الرجال وتبين حقيقتهم وتتجلي بواطن صفاتهم، فقد تسمع اوتعرف قائد اوجماعة لفترات طويلة ومع ذلك لاتسمع عنهم إلا الجميل، فإذا مرت الشدائد ظهر قبيح صفاتهم وبانت علاماتهم وتكشفت أقنعتهم بعد إختفاء وتعري بعد غطاء.
والمحن تظهر القائد الوطني الحق وتبين كريم أصله ومعدنه.. فكم من مدع يدعي وطنيته وإخلاصه، فإذا جاءت الشدائد أسفر عن وجه جبان. وكم من مخلص قليل الحديث عن نفسه كبير بأفعاله تراه في الشدائد أسداً هصوراً عظيماً بمواقفه، مخلصاً بعطائه يغلب المصلحة العامة على حساب مصالحه الشخصية.
وفي هذه المحنة التي تمر بها حضرموت والجنوب عامة، تكشفت الحقائق وتجلت الصورة التي طالما كان الناس يرونها بغير حقيقتها لتكشف ضعف وهوان من هم نخشى منهم ان يطعنوا من الخلف والأيام ستكشف خفايا كانت مغيبة عنا، في المقابل اثبتت بعض القيادات الوطنية إصالة معادنها ومواقفها الوطنية المخلصة على الرغم من الابواق التي سعت الى تشويه مواقفها والنيل منها بالاتهامات الباطلةالتي اطلقوها عليهم بالعمالة والخيانة لكن مواقفهم المخلصةاثبتت عدم صحة ما قيل عنهم من مزاعم باطلة.
من هذه القيادات الوطنيةمحافظ حضرموت اللواء أحمد سعيد بن بريك الذي يوصف بأقوى محافظ حضرمي وقائد عسكري مجرب وإستثنائي في ظروف إستثنائية جعلته ان يكون رجل المرحلة الصعبةفي حضرموت. وقائد يشكل علامة فارقة في زمن صعب بكل معنى الكلمة.
لايهمنا الجانب الشخصي من سيرة المحافظ بن بريك ومسيرته إلابمقدار إرتباطه بواقعنا ومأمول مستقبلنا، حتى لايخلط البعض في قرأة هذه السطور وتفسيرها وفق ماجرت عليه عادة المتملقين في الكتابة عن شخص بحجم المحافظ.
لقد تعمدت كثيراً النأي بقلمي بعيداً عن الكتابة عن المحافظ رغم اني تفائلت خيراً منذ قرار تعينه من الرئيس عبدربه منصور هادي محافظاً على حضرموت، هذا القرار الذي مثل دفعة أمل كبير لدي قطاع واسع من شرائح مختلفة في الشارع الحضرمي بإعتبار بن بريك صاحب خبرة عسكرية ودبلوماسية وتجارب إدارية سابقة.
تولى اللواء أحمد سعيد بن بريك حضرموت في ظروف بالغة التعقيد والصعوبة. وتعهد من أول خطاب له بتحرير المكلا ومديريات الساحل وإستعادتها من قبضة جماعات الموت والدمار التي إستولت على العاصمة الحضرمية وماحولها طيلة عام 2015م وتحقق ذلك في غضون 18ساعة بعد معركة بطولية ملحمية لقوات النخبة الحضرمية وبدعم من دولة الامارات وقوات التحالف وكان لابن بريك موقعاً متقدماً في صفوف قيادة ومخططي معركة التحرير الى جانب اللواء عبدالرحيم عتيق واللواء فرج سالمين البحسني وقيادات حضرمية أخرى.
قال بن بريك : “إنه قبل بتولي المنصب وجاء الى المكلا حاملاً كفنه بيده وفي نصب عينيه إستعادة حضرموت وخيراتها الى قبضة أهلها ولن يقبل بإستمرار تهميش الحظارم من خيرات أرضهم بعد اليوم ” .
ينحدر اللواء أحمد سعيد بن بريك الى اسرة حضرمية أصيلة تمتد سلالتها الى حكام الشحر ال بن بريك الذين تولوا الحكم في حضرموت لفترة معينة عندما اقاموا امارة في الشحر زهاء قرن ويزيد من الزمن وتعود أصولهم التاريخية الى الناخبي اليافعية. لكن بن بريك رفض بشدة ووقف ضد من يروجوا للمشاريع الصغيرة بحسب وصفه وقال رداً عليهم نحن مع حضرموت وأهلها لتنال حقوقها كاملة وقال نأمل في إقامة كيان جنوبي مستقل تكون من ضمنه حضرموت إقليماً مستقلاً مؤكدا إن حضرموت تمثل العمق الإستراتيجي للجنوب. وجسد قوله عملاً حين وقف مع عدن ومحافظات أخرى من الجنوب ومد لها يدالعون من حضرموت.
فضل بن بريك العمل بعيداً عن الأضواء لكن تعيينه محافظاً لاكبر محافظة من المحافظات وأغناها ثروة جعله في واجهة التركيز الإعلامي والسياسي خصوصاً إنه يخوض بشجاعة وجرأة غير مسبوقة لدي أي محافظ حضرمي سبقه الى المنصب ، معركة مصيرية مع أعداء كثر لحضرموت يسعون بكل قواهم لإعاقة تمكينه لأهل حضرموت من نيل حقوقهم العادلة، ويحارب في ذات الوقت على أكثر من جبهة منذ تصدره واجهة قيادة المحافظة من أجل التعامل مع تركة ثقيلة خلفتها الأزمة والحرب والفساد الذي أستشرى في البلاد منذ الوحدة المزعومة.
يعمل المحافظ بن بريك على كل المستويات الأمنية والعسكرية والتنموية والخدمية.
فحظي بتأييد وتفاعل كثيراًمن ابناء حضرموت مع الخطوات والقرارات والمواقف الجريئة التي يسعى إليها بن بريك لإعادة حضرموت الى حظن أهلها.
وقد حقق بعض النجاح في كسر جبروت بعض القيادات الحكومية العليا التي تريد إخضاع حضرموت تحت الوصايا. وبث روح الثفاؤل في قلوب معظم الحضارم وكسب قلوبهم وجعلهم يوقنون بأن بوادر النصر قد برزت جلياً .
ويواجه المحافظ تحديات جسيمة تدعوا ابناء حضرموت الى الإلتفاف حوله ومؤازرته وأبرزها إستعادة الوادي والصحراء الى الحضن الحضرمي من هيمنة القوة العسكرية والتي تتبع علي محسن الأحمر والإصلاح وتعبث بالامن في الوادي والصحرء لإن ولائها للشرعية مشكوك فيه ولايثق فيه المواطنين إن ماتبث عليهم تورطهم في زعزعة الأمن وتورطهم في دعم قوى الإرهاب وكذلك استعادة منفذ الوديعة من قبضة هاشم الأحمر.
إضافة الى خلافه مع حكومة الشرعية والذي خرج الى العلن
ومع إزدياد فجوة الخلا ف بين المحافظ وحكومة الشرعية وإحتدام صراع الصلاحيات بينهما حيث يتصدر الملف النفطي قائمة الملفات الخلافية الشائكة.
ظهر المحافظ في لقاء متلفز يدعو الحكومة بتسليم المحافظة حصتها من قيمة بيع النفط، بحسب ماتم الإتفاق معهم وقال بلكنة حضرمية بحثة بغينا (السيمان) حقنا ويعني حصة حضرموت من بيع النفط، وهدد بوقف (البزبوز) إذا لم نحصل على على(السيمان).
تعهد المحافظ بتنفيذ، مخرجات مؤتمر حضرموت الجامع مع القيادة الحضرمية وبارك قيام المجلس الإنتقالي الجنوبي الذي اصبح عضواً بارزا فيه وقال : لقد قبلت الإنظمام الى هذا المجلس حتى يكون لحضرموت ظهراً لنا فحضرموت تمتد من باب المندب الى أقصى المهرة شرقاً ً .وستكون إقليماً من أقاليم الجنوب. مؤكداً إن القرارات تتخذ بحسب الظروف والمتغيرات وقد تسنح لنا الفرصة اليوم ولا نجدها غداً مؤكدا وقوفه مع الشعب الجنوبي الذي نحن منه وإليه.
لقد أثبت المحافظ اللواء أحمد سعيد بن بريك بما لايدع مجالاً للشك آنه حقاً..القائد الحضرمي
في هذه الظروف الإستثنائية ورجل المرحلة.
#علي-همام-بن همام

Share

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى