آراء و كُتّاب

تجنيد الأطفال وانتهاك حقوقهم .

بقلم / أحمد مبارك هدبول

انطلاقا من مبدأ الحقوق والواجبات التي تختص بكل فئة من فئات المجتمع ، ولنبدأ بتسليط الضوء على الأسرة داخل المنزل في هذا الجانب .
فلاشك أن للرجل واجبات يؤديها اتجاه زوجته وأبنائه ، وكما أن للزوجة حقوق تتحصل عليها من زوجها ، والأمر كذلك على الأبناء واجباتهم اتجاه الوالدين ، و بالمثل ضمان حقهم من الأبوين .
وابتداء من عنوان المقال ، الذي لامس الواقع الغريب لبلادنا، فلم يكن أن نشاهد من قبل هذه الظاهرة التي يتجاهلها أولياء الأمور ، وكذلك الجهات التي تقبل أولئك الأطفال وصغار السن في السلك العسكري للقيام بتجنيدهم .
بالأمس كان الأمر يبعد كل البعد عن وطننا ، ولم نسمع عنه إلا في بلد الجوار شمالا ،وبالأخص أثناء اندلاع الحرب على الجنوب بقيادة الحوثيين والمخلوع صالح ، صحيح إنني استسلمت للأمر الواقع الذي شاهدته في الشمال أثناء الحرب ، لأنني أعلم أن معظم أبناء الشمال تفوق جهالتهم عن علمهم ومعرفتهم للصواب ، ولكن الأمر الذي ادهشني كثيرا أن الحرب بيننا وبينهم شاركت فيها قيادات عسكرية ايرانية تمتلك خبرة في السلك العسكري ، ولكن السؤال الذي يضع نفسه : كيف وافقت هذه القيادات العسكرية الايرانية بإلتحاق الأطفال اليمنيين في سلك التجنيد ؟؟؟ .
ولكنني أيقنت أن الجماعة لا يهمهم ذلك بشي ، وحتى لو أصبحوا هؤلاء الأطفال هم الضحية .
ولننقل الصورة الآن من واقعنا ، بعد أن حققت قوات المقاومة الجنوبية والنخبة الحضرمية بمساندة التحالف العربي بفضل من الله عزوجل ،انتصارا عظيما، أنهى عروش الظلام الاحتلالية التي كانت بالأمس تحتل الجنوب وتنهب ثرواته وخيراته تحت مسمى الوحدة .
بدأت الأولوية لأبناء الوطن للدفاع عن أمن بلادهم من خلال انضمامهم للسلك العسكري للإلتحاق بالمعسكرات ، لتلقي التدريبات العسكرية من ذوي الخبرات والكفاءة ،وكذلك الاستعانة بالكوادر التي تم تهميشها كسرا ،وإعطائها التقاعد قبل أن تصل للسن القانوي له .
فهذه خطوة إيجابية وجبارة ونطمح تحقيقها منذا عام 1990م إلى يومنا هذا ، ولكنها تحققت بعد طوال تلك السنوات التي نحن في انتظار مرورها .
فجميعنا استبشرنا بذلك لأن أمننا أصبح بأيدي رجال أهلنا ، ولكن الأمر الذي زادني حزنا وتقطعا للفؤاد لما يعود لنا بمزيدا من الأمور السلبية والأخطاء التي ربما تقع دون أن نضع لها أي اعتبار ، ويتكرر نفس سيناريو الشمال .

Share

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى